الاثنين، 20 يونيو 2011

الانتصار الكبير، و"النقد الذاتي بعد الانتصار": من أجل انتصارات أكبر





السبت 30/5/2009

مقدّمة: أردنا أن نلخّص الانتخابات بشكلٍ أعمق، لا نتوقّف عند قراءة الخارطة السياسية المستجدّة وحسب، وإنّما قراءة معمّقة لوضعنا السياسي والتنظيمي والإصغاء لتلخيص فروع الجبهة في كلّ البلاد، ومن ثمّ العودة إلى الهيئات القطرية لمراكمة كل التلخيصات والتجارب القطرية والمحلية، وهذه المادّة هي التلخيص العام، لقوّة الجبهة ولضعفها أيضًا، بما يُتاح للنشر العام، ويهمّني أن يُبدي الرفاق والأصدقاء ملاحظاتهم عبر التعقيب في موقع الجبهة، أو كتابة المقال أو الاتصال الهاتفي من أجل تعزيز قوّة الجبهة وحضورها وتأثير نهجها الوطني والإنساني.
حقّقت الجبهة انجازًَا كبيرًا في الانتخابات الأخيرة، وللدلالة على هذا النصر يكفي النظر إلى المُعطيات الخمسة المجرّدة التالية:

- زيادة مقعد برلماني كامل.
- زيادة 26 ألف صوت، بنسبة 29% عن المرّة السابقة، ووصول الجبهة إلى 112 ألف و130 صوتًا.
- زيادة واضحة بين الجمهوريْن العربي واليهودي.
- الجبهة هي القوّة الأولى في اليسار عامّة.
- الجبهة عادت لتكون القوّة البرلمانية الأولى بين الجماهير العربية بعد دورتين (2003 و 2006).

هذه الأرقام المجرّدة واضحة الدلالات، فكل مُعطى من هذه المعطيات بحدّ ذاته هو إنجاز كبير بدون مُبالغة، ومع ذلك... فنحن بحاجة إلى قراءة معمّقة في النتائج من أجل إعمال الفكر وتكثيف العمل لتعزيز حضور الجبهة وتأثيرها بشكل أكبر وأعمق.
هو تقييم عملي مفيد لعمل الجبهة وللانتخابات القادمة، أشبه بالنقد الذاتي بعد الانتصار.

// النتيجة الأبرز:


النتيجة الأبرز لهذه الانتخابات هي صعود اليمين عامّة والمتطرف والفاشي على وجه الخصوص، واضمحلال قوّة "اليسار الصهيوني".

لقد كان واضحًا لنا أن اليمين سيَقوى، وقُلنا ذلك في مختلف اجتماعاتنا الداخلية، وكذلك للجمهور الواسع في المهرجانات والحلقات البيتية، فحكومة "كاديما- العمل" أوصلت المجتمع الإسرائيلي إلى مآزق وطريق مسدودة في المجال السياسي بعد حربين عدوانيتين على لبنان وغزة ومحاصرة غزة وتكثيف بناء المستوطنات، وكذلك على المستوى الاقتصادي حيث واصلت السياسة النيو ليبرالية، وسّعت سياسة الخصخصة وعمّقت الفجوات الاقتصادية، وكذلك على مستوى الجماهير العربية حيث أطلقت حملة تشريعات برلمانية لم يسبق لها مثيل وسط جوقة تحريض ونزع شرعية.. كل هذا خلق أرضية خصبة لتقوية اليمين.
إن قوة اليمين والتنافس بين تياراته تثير القلق حيث أنه كان اليمين في السابق واحدا قويًا، ولكن اليوم يوجد أنواع مختلفة لليمين فهناك "يمين للمستوطنين" و"يمين للأغنياء" و"يمين للمتدينين" و" يمين للطبقات الضعيفة" وكلها تتنافس فيما بعضها، ولكنّها مُجمعة على التنكّر لحقوق الشعب الفلسطيني والجماهير العربية والطبقات الضعيفة.

// صعود ليبرمان

من أبرز نتائج الانتخابات هو حصول حزب "يسرائيل بيتينو" على 15 مقعدا، ثالث أكبر قوّة، وتعود أسباب هذا الصعود إلى ذات الأسباب التي أدّت إلى صعود اليمين عامة ولكن ليبرمان وحزبه شكلا حالة مُمْعنة أكثر في التطرف، تُشدّد على استعداء المواطنين العرب، وقد قاد حملة مسعورة ضدهم أبرزها: "لا مواطنة بلا ولاء"، "بدون "خدمة مدنية" لا توجد حقوق" وغيرها من الشعارات الفاشية بامتياز.
صعود ليبرمان وحزبه خطير لأنهما يُجسّدان الفاشية بوضوح، فككل الحركات الفاشية تُهاجَم الأقلية بدايةً، لكنّهما يشكلان بديلا فاشيا للمجتمع الإسرائيلي بأسره، فليبرمان يؤيّد تغيير طريقة الانتخابات بحيث تُصبح رئاسية ويؤيّد أن يمتلك الرئيس صلاحيات أكبر من صلاحيات المحكمة العليا، وهو يطالب بتقليص صلاحيات المحكمة والشرطة (في القضايا الجنائية وليس "الأمنية") ويطالب بزيادة ميزانية "الأمن" والجيش بشكل كبير (إقرأ\ي كتابه "هَئيميت شِلِي") وكل هذه الطروحات هي كلاسيكيات الطرح الفاشي التي تشكّل خطرًا حقيقيًا على الشعبين العربي واليهودي.
ليبرمان حصل على هذه الأصوات كإحدى إفرازات "خطّة الانفصال" ونهج الانتصار للديمغرافيا على حساب الجغرافيا، فالتحريض على الجماهير العربية وشرعيتها  من أجل دولة يهودية صرفة وجد التعبير الأوضح عنه في طروحات ليبرمان، أكثر من غيره. ومع ذلك فليبرمان وحزبه لم يحصلا على هذا الكم الهائل من الأصوات نتيجة لهذه الطروحات الفاشية وحسب، وإنما نتيجة للقيم غير المدنية في دولة إسرائيل بخصوص قضايا الأحوال الشخصية التي تجري وفْق الشريعة اليهودية حصرًا، مما يمس مسًا مباشرًا بمئات آلاف المواطنين، خاصّة من المهاجرين الروس غير اليهود، وكذلك سبّبت السياسات الاقتصادية للحكومات المتعاقبة ومصالح رؤوس الأموال في الإساءة للمهاجرين الروس، ممّا ساهم في التصويت لليبرمان وحزبه.

هذه المعطيات حول ليبرمان وحزبه يجب أن تحرّك القوى الديمقراطية اليهودية والجماهير العربية من خلال خطّة مدروسة لمواجهة وإضعاف ليبرمان وحزبه لأنهما يشكلان خطرًا حقيقيًا وملموسًا على الجماهير العربية وعلى القيم الديمقراطية.

// اضمحلال "اليسار الصهيوني"

"اليسار الصهيوني" أراد دائمًا القبض على العصا من طرفيها، أراد الحديث اليساري المعسول والتطبيق اليميني الخطير، ويُفضِّل الناس التوجّه نحو الأصل وليس نحو النسخة عنه، خاصّة في مرحلة الأزمات، وهكذا فإن التنكّر لحقوق الشعب الفلسطيني والطبقات الضعيفة والجماهير العربية والمشاركة الفعّالة في الحربيْن على لبنان وغزّة، كلّها توْطئات لأن يتجه الجمهور نحو مواقف اليمين الواضحة وليس مواقف "اليسار" المتلعثمة.
هذا تمامًا ما حدث مع حزبيْ "العمل" و"ميرتس"، فالأوّل كان شريكًا كاملا لحكومة اليمين ومواقفها والثاني تواطأ معها وأيّد مواقفها العدوانية، ولم يشكّل بديلا اجتماعيًا اقتصاديا لطروحات اليمين.
أحد العوامل التي ضربت "ميرتس" بقوّة هو مواقفها المائعة من القضية السلمية، وعندما انطلق "كاديما" برئاسة ليفني في طرح شعار "دولتين لشعبين"، فقدت "ميرتس" كل مقوّمات موقفها السياسي المائع.
نشير بقلق للضربة القاسية التي تلقّاها "ميرتس"، فلو كانت الأصوات التي تركت "ميرتس" انتقلت إلى حزبٍ أكثر يساريًا لما قلِقْنا ولكنّها انتقلت، بمعظمها، إلى حزب "كاديما"، وهذا يُشير، أيضًا، إلى عدم ثبات ووضوح مواقف مصوّتي "ميرتس".
 

// تصويت الجماهير العربية

غالبية المواطنين العرب شاركوا في التصويت (52%) ولكن يُلاحظ التدنّي المستمرّ في نسبة المشاركين من انتخابات إلى أُخرى ففي انتخابات 2003 شارك 58% من المصوتين العرب، وفي 2006 شارك 54% وفي الانتخابات الأخيرة تدنّت نسبة المشاركة إلى 52%، وهي الحد الأدنى منذ الانتخابات الأولى.
واضح لنا أن غالبية عدم المشاركين في الانتخابات لم يقاطعوها أيديولوجيًا، وإنما يعود سبب ذلك إلى نجاح حكام إسرائيل في إيهام شرائح واسعة بأن لا جدوى لوجود أعضاء كنيست ممثلين حقيقيين عن الجماهير العربية، وهو جزء من سياسة رسمية مدروسة ومنهجية، وكذلك فجزء من الناس أُرهق وأُحبط بعد العدوان المجرم على غزّة.
الجبهة كانت الأكثر مثابرة في الدعوة للتصويت، وليس كانتهازية الآخرين: "إذا شطبونا سنقاطع الانتخابات"، وقد كانت محاولة لشطب الجبهة في سنة 2003 وأصرّت على موقفها المبدئي، وعندما كانت الانتخابات بين المجرميْن شارون وبراك (2001) انبرت الجبهة، لوحدها، للتصويت ورقة بيضاء بخلاف غيرها الذين قاطعوا وساهموا في تبرير ودعم فكرة المقاطعة.
تجدر الإشارة إلى أنه في انتخابات 2006 بدأت بوادر حركة مقاطعة أيديولوجية (جزء من الحركة كان تكتيكيا) ولكن في الانتخابات الأخيرة، تحرّكت الحركة الإسلامية الشمالية بشكل فعّال لدعم المقاطعة، وقد وضعت لافتات ضخمة في البلاد العربية كتب عليها: "دماء أهلنا في غزّة زكيّة وليست لبعضنا للكنيست مطيّة" عدا عن بعض المقالات في الصحف لقادة الحركة، وهذا يُعتبر التحرّك الأوسع للحركة الإسلامية لدعم المقاطعة منذ انقسامها في منتصف التسعينيات.
إن التدنّي في نسبة التصويت يَضرب تمثيل الجماهير العربية والقوى الديمقراطية اليهودية، ويضرّ بالجبهة، ولو تمعنّا بنسبة التصويت في البلدات التالية، والتي حصلت الجبهة في جميعها على القوّة الأولى، فسنرى أنه لو كانت نسبة التصويت أعلى لحصلت الجبهة على أصوات أكثر لأنها القوّة الأولى في البلد:
البلد
نسبة التصويت
إكسال
40,1%
يافة الناصرة
44,8%
الجش
35%
المغار
36,8%
طلعة عارة
44,9%
الناصرة
47,8%
الرامة
49,3%
الرينة
46,2%
شفاعمرو
48,7%
عيلوط
41%
 (ملاحظة: في أماكن معيّنة قليلة تكون قوّة الجبهة في عدد المصوتين حصرًا وليس بين الجمهور الذي لم يصوّت).

وكذلك في المدن الساحلية المختلطة مثل اللد، الرملة، يافا، حيفا وعكا، فقد كانت نسبة تصويت المواطنين العرب أقلّ من 50% رغم أن الجبهة هي القوة الأولى بين المواطنين العرب في معظمها.
 أحد الاستنتاجات الأساسية هي أننا يجب أن نعمل في المرّة القادمة بقوّة من أجل زيادة نسبة التصويت في كل المجتمع العربي.

// التصويت للأحزاب الصهيونية

تدنّت نسبة المصوّتين العرب للأحزاب الصهيونية من 25% في انتخابات 2006 إلى 18% في الانتخابات الحالية (الجزء الأثبت من التصويت للأحزاب الصهيونية انحصر لدى أهلنا العرب الدروز الذين ما برحت المؤسسة تسعى بكل الوسائل لتشويه انتمائهم القومي والوطني، وبرزَ ذلك في الانتخابات الأخيرة من خلال ترشيح أربعة مرشحين عرب دروز في مواقع مضمونة ضمن الأحزاب الصهيونية).
مهم التذكير أن المواطنين العرب كانوا قد صوّتوا للأحزاب الصهيونية بنِسب كاسحة في سنوات الخمسينيات والستينيات (89% من العرب صوّتوا لأحزاب صهيونية سنة 1949) وقد كانت النسبة تقل باضطراد لصالح الحزب الشيوعي حتى تأسيس الجبهة (1977) فبلغت نسبة المصوتين للأحزاب الصهيونية ومجروراتها العربيات أقل من 50%.
لا شكّ أن ممارسات حكام إسرائيل ووعي الجماهير العربية ساهما في التقليص المضطرد في التصويت للأحزاب الصهيونية، والتي بلغت أَوجها في هذه الانتخابات نتيجة مباشرة للعدوان الدموي البشع على قطاع غزّة.
لهذا فالهبوط الحاد من 25% إلى 18% لا يعني، بالضرورة، أن هذه النسبة ستبقى متدنيّة في المرّة القادمة، خاصّة أن أحزاب المركز و"اليسار الصهيوني" سوف تُحاول إقناع المواطنين العرب أنها البديل لحكومة نتنياهو وأنها الجادّة في تحصيل السلام والمساواة.
هبوط الأحزاب الصهيونية بـ7% عن المرّة السابقة أفاد الأحزاب الفاعلة بين الجمهور العربي، ولكن لم تكن حصّة الأسد في ذلك للجبهة بسبب الموروث التاريخي المُعادي للحزب والجبهة من قبل زُلُم الأحزاب الصهيونية.
أحد الاستنتاجات الوطنية والأخلاقية، الدائمة والصحيحة، في كل وقت هو تكنيس الأحزاب الصهيونية من البلدان العربية.

// نتائج الجبهة

الجبهة ضاعفت قوّتها في الشارع اليهودي، ويظهر ذلك بشكل واضح من خلال النتائج (في تل أبيب زادت الجبهة مرّتين ونصف، في غفعاتايم ورشون لتسيون زادت ثلاثة مرّات، في القدس زادت مرّتين، وهكذا هو التوجّه العام في الكثير من البلدات)
إن الحرب على غزّة أوضحت الفروقات بحدّة بين الجبهة وهي اليسار الحقيقي وبين "اليسار الصهيوني" المتواطئ والمشارك في الجريمة، وهذا الموقف ليس بالضرورة زادت من أصوات الجبهة لأن الكثير من المجتمع الإسرائيلي يؤثرون اللجوء إلى حضن القبيلة وقت الأزمات، ولكنّ الأكيد أن الأصوات اليهودية التي صوّتت للجبهة كان أكثر قناعة ورسوخًا بعد حرب غزّة، وتميّز المصوتّون اليهود بجيلهم الشاب المتحرّر من الأفكار المسبقة المُعادية للحزب والجبهة.
يُلاحظ من النتائج أن اختراقًا هامًا يُصدّع "الإجماع القومي"، ويُلاحظ أنه حيثما نشطنا في تل أبيب في الانتخابات البلدية الأخيرة وفي الجامعات، وبين صفوف الشبيبة في حيفا، ففي تلك الأماكن زدنا.
كان لـ"ترابط" دورٌ هام، وإن كان متواضعًا، فقد شارك أعضاء "ترابط" في العديد من الحلقات البيتية العربية واليهودية وساهموا في توزيع النشرات وشرح مواقف الجبهة ونشطوا بشكل خاص في منطقة المركز.
من الأمور البارزة في هذه الانتخابات أن العرب واليهود الذين صوتوا للجبهة، صوّتوا للشراكة العربية اليهودية، هذا الطرح - الشراكة العربية اليهودية-  كان بارزًا في هذه الانتخابات، لدى الجمهورين، أكثر من أي انتخابات أخرى.
في الشارع العربي، تحقق انتصار يعود بالأساس إلى:

- الدور التاريخي والمصداقية التاريخية للحزب والجبهة.
- العطاء غير المحدود لرفاقنا ورفيقاتنا الذي يبذلون الغالي والنفيس على مدار السنين، ويبذلون جهدًا مضاعفًا في فترة الانتخابات.
- وحدة الجبهة، والعلاقة الجبهوية الحزبية الجيّدة، ووحدة الجبهة في مرحلة الانتخابات الداخلية وكل فترة الانتخابات.
-  التركيز المبدئي على مميّزات الجبهة وعلى رأسها الموقف الوطني والمسؤول، الشراكة العربية اليهودية، الطرح الصادق غير المزاود، البُعد الطبقي وغيرها، وقد أبرزت الجبهة تميّزها بقوّة في هذه الانتخابات.
-  رفع الروح المعنوية والانطباع الصحيح بأن الجبهة في صعود على أثر الانتخابات المحلية والانتصارات في الناصرة وتل أبيب ودحر أعوان السلطة من خلال تحالفات واسعة هامّة- الانتخابات المحلية أفرزت كادرًا مجربًا وعارفًا بالتفاصيل والمستجدّات والميول في كل بلد وبلد.
- تحسّن الأداء التنظيمي الجبهوي بين الانتخابات الأخيرة والحالية، وتحديد هدف واضح منذ سنة وهو الإصرار على تحقيق المقعد الرابع ووضع هدف محلي لكل بلد وبلد، وقضيّة جاهزية الفرع عامّة وفي مرحلة الانتخابات تحديدًا هي العامل الأهم في إحداث انتصار انتخابي.
- مبدئية، عطاء ومؤهلات وشعبية مرشحي الجبهة الأوائل بدون أي استثناء: محمد بركة، حنا سويد، دوف حنين، عفو إغبارية، عايدة توما...
ولكن هذا لا يجعلنا لا نطرح السؤال: هل كان بإمكان الجبهة أن تحصل على أصواتٍ أكثر؟

// العوامل الأساسية التي أثرت على سيْر الانتخابات:

الحرب على غزّة: من الأهمية بمكان ذكر الحقيقة الموضوعية وهي أن العدوان الإسرائيلي الدموي على أهلنا في غزّة أساء لنتيجة الجبهة في الانتخابات لسببين: الأوّل، التحضيرات للانتخابات تأخّرت بسبب انشغالنا بالفعاليات العديدة ضد الحرب، وهذا واجب وطني ونهج لا نقبل له بديلا، ولكن رغم أن الانتخاباتَ سياسيةٌ وهي تأتي لوضع الإجابة على الأحزاب التي تعارض أو تؤيد العدوان وسياسة الاحتلال إلا أن المزاج العام لدى الجماهير العربية لم يكن مهيئًا للانتخابات، وفقط قبل ثلاثة أسابيع من الانتخابات بدأ النشاط الانتخابي يُلاقي اهتمامًا وتفاعلا جماهيريًا، إذا فالتحضيرات للانتخابات كانت قصيرة في معركة انتخابية بدأت قصيرة وسريعة بالأصل. والسبب الثاني هو أن إجرام الاحتلال وقتل 1300 شهيدًا ومتابعة الجمهور لجرائم الاحتلال عبر الفضائيات خلق أجواء عاطفية مشحونة تُصعّب طرح المواقف المتوازنة والصحيحة بخصوص الخلافات الداخلية الفلسطينية، كما تصعّب طرح المواقف الأممية بين الجمهوريْن العربي واليهودي.
ولكن، هُنا أيضًا، يجب أن ننتقد أنفسنا بأننا لم نستطع ايصال موقفنا الأساسي بخصوص الصراع الداخلي الفلسطيني، هذا الموقف المنحاز للمشروع الوطني الفلسطيني أساسًا، والذي يدعو لوحدة كل الفصائل الفلسطينية ضد العدو الأساسي الذي هو الاحتلال، إلا أن موقفنا شُوّه عن سبق إصرار من قبل خصومنا الذين استغلوا ذلك للاصطياد في المياه العكرة جدًا.

انتخابات السلطات المحلية: لقد حقّقت الجبهة انجازات هامّة في انتخابات السلطات المحلية التي جرت ثلاثة أشهر قبل انتخابات الكنيست، ولكن التقييم العام هو أننا لم نستثمر تحالفاتنا في السلطات المحلية بالشكل الكافي، وأساس هذا الاستثمار هو أن نعتمد على أنفسنا أساسًا قبل الحلفاء، حيث أننا ألأكثر التزامًا وقناعة وحُرقة على نجاح الجبهة، ولم نتعامل مع حلفائنا بالشكل الجدّي المطلوب من أجل تعزيز مساهمتهم في زيادة التصويت للجبهة، وبمقدورنا تصنيف انعكاس التحالفات البلدية على انتخابات الكنيست في ثلاث: الأولى حيث استفدنا من التحالفات على نحو ممتاز مثل كابول (زدنا من 1126 صوت في سنة 2003 إلى 2037 صوت) والمزرعة (زدنا من 211 إلى 501) وجلجولية (زدنا من 755 صوت إلى 982 وأصبحنا القوّة الأولى) وكفر ياسيف (زدنا من 1634 صوت إلى 1889 وحصلنا على القوة الأولى رغم الخلافات الداخلية ورغم وجود مرشّح التجمع عوني توما، رئيس المجلس المحلي هناك) والتصنيف الثاني هو للبلاد التي أجرينا فيها تحالفات وزدنا من قوّتنا وعلى هذا يُقدّر الرفاق تقديرًا حقيقيًا، ولكن، من خلال ثقتنا بالرفاق وبقدرتهم وتأثيرهم وتاريخ الجبهة في تلك البلاد ونسبة التصويت المتدنية في بعضها، ندرك أنه كان باستطاعتنا الحصول على زيادة أكبر بالأصوات، ومن هذه البلاد الطيرة (زدنا من 1533 إلى 1955) وطمرة (زدنا من 3032 إلى 3386) ومعليا ( زدنا من 230 إلى 354) ويافة الناصرة (زدنا من 1633 إلى 2147 ولكن نسبة التصويت كانت 44.8% فقط) وعيلوط (زدنا من  590 صوت إلى 673 وهذه زيادة جدية خاصّة أننا حصلنا في انتخابات 2003 على 298 صوت ولكن نسبة التصويت لم تجتز الـ41%)، والتصنيف الثالث الذي أقمنا فيه تحالفات هامّة وأخفقنا في نتيجة الانتخابات كان شفاعمرو حيث هبطنا من 4436 صوت إلى 3885 ونسبة التصويت لم تجتز الـ48.7%.

ثمة تجربة معاكسة حيث لم ننجح في انتخابات السلطات المحلية وحقّقنا نتيجة جيّدة في انتخابات الكنيست، ونجد ذلك في سخنين التي رغم الخسارة القاسية في انتخابات البلدية ورغم وجود مرشّح مضمون من سخنين ضمن القائمة الموحدة، إلا أننا زدنا من 3186 صوت إلى 3671، وكذلك في  الجديدة المكر حيث سجلنا فشلا في الانتخابات المحلية، ولكن هذا أدى إلى استنفار الرفاق من أجل زيادة التصويت للجبهة حيث زدنا من 663 صوت إلى 1510.

رغم الخلافات الشديدة التي حصلت في بعض فروع الجبهة على خلفية انتخابات السلطات المحلية فقد زدنا في كل هذه الفروع، أي في طمرة، البقيعة، كفر ياسيف، شعب وكفر قاسم، وهذا يعود إلى أصالة الرفاق وانتمائهم للجبهة ومواقفها رغم اختلافاتهم المحلية، وأيضًا إلى موقف الحزب والجبهة قطريًا، الذين قرّرا عدم البت في هذه المسائل إلى حين انتهاء انتخابات الكنيست.
عيلبون، مثلا إضافيا لبلد حدثت فيه خلافات شديدة في الانتخابات المحلية، ويختلف عن التصنيف الأوّل بأننا لم نزد، بل هبطنا من 1349 صوت إلى 1276، ومع ذلك فهذه تُعتبر نتيجة جيّدة نظرًا للخلافات ولاصطفاف الخصوم ضدّ الجبهة.

بلد يستحق التقدير هو حيفا، حيث حقّقت الجبهة في انتخابات البلدية انتصارًا كبيرًا انعكس بشكل واضح على انتخابات الكنيست، وقد زدنا من 3804 أصوات إلى 5533 وهذا اعتمد كثيرًا على فرز السكّان منذ انتخابات البلدية، ولكن يعتمد أصلا على أرضية صلبة تاريخية للحزب والجبهة في حيفا.

تجدر الإشارة إلا أن العديد من الجبهات اعتمدت بشكل كبير على الفرز الذي أنشأته انتخابات السلطات المحلية، وبتقديرنا كان بإمكانهم الاجتهاد أكثر والحصول على نتيجة أفضل، ومن هذه البلاد الناصرة التي تبقى كنزًا كبيرًا للجبهة والتي حصّلت فيها الجبهة على نسبة أصوات ونسبة مئوية جيدة جدًا (ورغم وجود مرشحة من "التجمع" من الناصرة) إلا أن تقديرنا هو أن جبهة الناصرة العريقة والكبيرة قادرة على زيادة أصواتها أكثر بعض الشيء، وهذا ينسحب على فرعيْ أبو سنان وعرابة اللذين اعتمدا كثيرًا على فرز الانتخابات المحلية، وكان بمقدورهما العمل أكثر في انتخابات الكنيست وتحسين النتيجة أكثر رغم أننا زدنا في البلدين.

الشباب والقضايا الفكرية: يجب أن نشير بقلق بالغ إلى أنه في ثلاثة استطلاعات للرأي أجريناها قبل الانتخابات تبيّن أن الجبهة ليست في المكان الأّول بين الشباب (القائمة الموحّدة في المكان الأوّل) وهذا مؤشّر مقلق، وأثّر علينا سلبيًا في الانتخابات، كما أن عدم التنسيق بين جزء من قيادات الشبيبة والطاقم الشبابي للانتخابات أضرّ أيضًا، ومن المشاكل الرئيسية هو عدم استقرار العلاقة مع الشبيبة وقلّة التثقيف الفكري بين شبابنا حيث طُرحت في الانتخابات العديد من القضايا التي لم يكن لكلّها ردٌ فكري مبلور لدى شرائح واسعة من شبابنا.

عدم وجود إمرأة في مكان مضمون:  أحد المآخذ الأساسية التي أضرّت بنا، مبدئيًا وانتخابيًا، هو عدم وجود إمرأة عربية في مكان مضمون.
نستطيع قوْل الكثير عن تقدميّة الجبهة، وعن الدور التاريخي، وعن إدخال أكثر من إمرأة (يهودية) للكنيست عن طريق الجبهة، وعن إدخال أوّل إمرأة إلى لجنة المتابعة، والأهم هو الفكر والتطبيق التقدمي في مختلف القضايا، ولكن كل هذا لا يُعطي إجابة شافية على السؤال: لماذا لم تمثّل الجبهةَ إمرأةٌ عربية في الكنيست طيلة ستين عامًا؟

هجوم التجمّع المرَضِي ضد الجبهة: تعرّضنا في الانتخابات إلى حملة تحريض هوجاء من "التجمّع" بعد أن صنّف الجبهة عدوًا رئيسيًا له، والجبهة آثرت عدم الردّ أبدًا، خاصّة على أثر العدوان الدموي على غزّة، هذا الموقف المسؤول فُسّر كضعف لدى أوساط معيّنة.

القرى البيضاء: وهي القُرى التي:
- لا يوجد فيها تنظيم جبهة وإن كان بها جبهويون أفراد.
- لا يوجد فيها نشاط جبهوي منظّم وثابت.

وهذه البلاد هي: إبطن، أبو غوش، ام القطف، باقة الغربية، برطعة، بسمة طبعون، جولس، الجش، ضميدة، زيمر، الفريديس، الزرازير، خوالد، وادي الحمام، حسينية، حرفيش، طوبا، الطيبة الزعبية، طمرة الزعبية، يانوح، جت الجليل، جت المثلث، عين السهلة، كمانة، كسرى، كفر سميع، كعبية- طباش- حجاجرة، كفر برا، كفر مصر، المقيبلة، ميسر، منشية زبدة، المشيرفة، البياضة، سالم، ناعورة، نين، ساجور، سواعد- الحميرة، وادي سلامة، راس العين، عرب النعيم، عين الأسد، عين حوض، عين رافة، بيت نقوبا، دالية الكرمل، عسفيا، العرامشة، فسوطة، صندلة، عكبرة، عرب الشبلي، أم الغنم، شيخ دنون، وكل قرى النقب على الإطلاق ما عدا حورة ورهط.

يُلاحظ من هذه القائمة ثلاثة أمور:
الأول أن أغلب هذه القرى هي عربية درزية وعربية بدوية.
ثانيًا، كان لنا في معظمها فروع أفضل أو عناوين أثبت قبل عقديْن ونحن في تراجع.
ثالثًا، بين هذه القرى مدينة كبيرة وهي باقة الغربية والقرى المحيطة بها.
في الترتيب الرقمي فإننا زدنا في القرى البيضاء في الجليل 1350 صوتا نتيجة لنشاط جبهوي ومحاولة إقامة فروع في الفترة المنصرمة، وخسرنا في النقب 1200 صوت، أما في باقة-جت فقد زدنا 200 صوتًا ولكن هذا ليس لا يكفي وحسب وإنما هي نتيجة سيئة للغاية.

// ملاحظات على أداء الطاقم الانتخابي


- أقمنا طاقمًا انتخابيًا جبهويًا يهوديًا عربيًا عامًا، وطاقمًا عربيًا وطاقمًا يهوديًا، والتنسيق بين الطاقمين لم يكن كاملا مما أساء في بعض المواقف وفي الدعاية الانتخابية.
- تقسيم العمل لم يكن واضحًا تمامًا لدى بعض المحترفين في الطاقم الانتخابي ممّا جعل بعض الأمور تتداخل مع بعضها.
- نتفهّم الوضع الاقتصادي الصعب والمزمن، ولكن علينا أن نعي أيضًا أن التشدّد في القضايا المالية يسبّب في الكثير من الأحيان إلى إضعاف نجاعة العمل، نقول هذا ونحن نعي أنه في بعض الأمور صُرفت أموال في غير مكانها ولم تأتِ بالنتيجة المرجوّة. 
- قضيّة المناطق وسكرتيري المناطق هي قضيّة حزبية على المستوى التنظيمي، ولكنّها مؤثرة جدًا على الأداء الجبهوي، وهنا تجدر الإشارة إلى الأمور الأساسية التالية:
* لا يوجد سكرتير منطقة متفرّغ بشكل كامل وغالبية سكرتيري المناطق غير متفرّغين أبدًا.
* القطاعات المِنطقية غير فعّالة في غالبية المناطق.
* عدد سكّان المناطق زاد بشكل كبير عن الماضي ولا يستطيع سكرتير المنطقة
      (حتى لو كان متفرغًا، وهذا غير موجود أيضًا) أن يقوم بالدور التنظيمي الكامل
      في منطقته.
- ملاحظة: توجد بعض التفاصيل التي أؤثر عدم الخوض بها، ولكنّها نوقشت ولُخّصت في اجتماع السكرتارية الأخير.

____________

// استنتاجات وتوصيات

الاستنتاجات والتوصيات تدور في فلك التثقيف والتنظيم، فالتنظيم الجيّد يجلب لنا مقعدًا إضافيًا وربّما إثنين، ولكن ليس أكثر من ذلك، أما الفكر والتنظير والتثقيف فهم الأدوات القادرة على إقناع أوسع شرائح يهودية وعربية بصحّة هذا الخط وبهم نحدث انتصارات جذرية. ومن الأسهل الحديث والتطبيق في مسألة التنظيم، ولكن أرى أن أحد نواقصنا الأساسية هي في عدم التنظير، بل أصبح التنظير مثلبة ومدعاة للهزؤ والرمي بالبرجوازية رغم أنه صُلب الماركسية، وللتفصيل أكتب الاستنتاجات والتوصيات التالية:
1. التأكيد على الشراكة العربية اليهودية، وتوسيع التعاون اليهودي العربي، وبين مختلفين أيديولوجيًا ضمن ائتلاف عريض لصدّ التدهور الفاشي، وأيضًا تعزيز العمل العربي اليهودي داخل الجبهة، والقيام بحملة إعلامية وتثقيفية بين الجمهوريْن للتأكيد على أهمية هذه الشراكة.
2. التثقيف على أهمية زيادة المشاركة في الانتخابات ورفع نسبة التصويت بين الجماهير العربية، وعلى دحر الأحزاب الصهيونية ووضع خطّة واضحة لذلك.
3. تجدر الإشارة إلى "التجمع" كان منافسًا في العديد من المواقع، ولكن تضخّمت العلاقة السيئة معه نتيجة لاستعدائه الجبهة في كل مكان، ومحاولته البائسة ليشكّل بديلا لها، ولكن في الانتخابات الأخيرة برز بشكل واضح أن "الموحدة" تنافسنا على ذات الأصوات في عدد كبير جدًا من البلاد، ممّا يقتضي التعامل مع هذا الأمر، علمًا بأن "الموحدة" لا تعاملنا بذات عداء "التجمع".
4. القضايا الفكرية- يجب وضع خطّة واضحة لزيادة النشاط الفكري والتثقيفي، خاصّة في أوساط الشباب، من خلال تكثيف المواد التثقيفية والندوات والوصول إلى كل المواقع الجبهة لإجراء حوارات تثقيفية ضمن استراتيجية تثقيفية وتنظيمية واضحة.
5.  الفرع المحلّي القويّ هو أساس نجاح الجبهة الانتخابي، فما زال غالبية المجتمع العربي، على نحو خاص، يصوّت في الانتخابات القطرية واعتباراته محلية، وهذه ظاهرة رجعيّة بجوهرها ويجب التثقيف السياسي أكثر من أجل تغيير هذه الانماط، ولكن هذا الواقع الحالي يجعل فرع الجبهة مركزيًا جديًا في الحصول على نتيجة جيّدة في البلد، ومن الأمثلة الجيّدة على ذلك جبهة كابول المحلية التي نشطت على مدار أيام السنة كجبهة، وأجرت تحالفات محلية التزمت مع الجبهة في انتخابات الكنيست فقفزت نسبة التصويت إلى 80.3%، وقفز التصويت للجبهة من 1126 صوت في سنة 2006 إلى 2037 صوت، وتم دحر الأحزاب الصهيونية كليًا، ومثال آخر لجبهة كان أداؤها متوسطًا طيلة السنة مثل جبهة نحف وهذا غير كافٍ لكنّها نشطت بشكل رائع في شهر الانتخابات، خاصّة الشبيبة الشيوعية، فقفزت من 492 إلى 914 صوت، ولكنّا لم نكن القوّة الأولى بسبب الأداء المتوسّط طيلة أيّام السنة، وكذلك الحال في المشهد حيث كان أداؤنا الجاري ضعيفا ولكنّا نشطنا في مرحلة الانتخابات فزدنا من 306 صوت إلى 639 صوت، وهذه الأمثلة تدلّ بقوّة على أهمية العمل في أيّام الانتخابات، وتدلّ على أهمية النشاط الدائم للفرع، ولهذا يجب تخصيص يوم للقاء الفروع ووضع استراتيجية واضحة لعمل الفروع وملاحقة نشاط الفروع.
6. لقد قرّرنا حل الإشكاليات في الفروع التي حدثت فيها خلافات فترة الانتخابات المحلية، وهذا ما يجب أن نقوم به على الفور.
7. تقوية الجبهة بين الشباب، الشبيبة الشيوعية، إقامة تنظيم شباب الجبهة محليًا وفْق الاتفاق مع الحزب، واستثمار خاص بالطلاب الجامعات- يجب التعامل مع موضوع الشباب كـ"وضع طوارئ" من أجل إحداث ثورة في العمل الشبابي بين الشبيبة الشيوعية و الشباب الجبهويين.
8. ثمثيل للجنسيْن في القائمة والكتلة القادمة للكنيست.
9. تعيين مركّز للقرى البيضاء وبالتنسيق مع سكرتيري المناطق، واهتمام خاص جدًا بالنقب ومنطقة باقة الغربية والقرى القريبة منها.
10. الاهتمام بتقييم الانتخابات بشكل أفضل في البلاد التي أقمنا فيها تحالفات بلدية ولم نستفد، أو لم نستفد بالقدر الكافي، ووضع برنامج واضح للاستفادة المبدئية من هذه التحالفات.
11. التنسيق مع الحزب الشيوعي بخصوص المناطق والقطاعات وسكرتيري المناطق بحيث يكون التنظيم عمليًا أكثر.
12. المحترفون الحاليون يجب أن يساهموا أكثر في عملهم التنظيمي والفكري، وذلك بالتفاهم الكامل مع الحزب.
13. يوجد نقاش لم يُحسم حول العلاقة بين الحزب والجبهة في القضايا المالية، ولكن من أجل الوصول إلى حل عملي، يجب الاتفاق على أن يكون سكرتير الجبهة مدعوًا بشكل دائم لاجتماعات اللجنة المالية، وفي كافة الاجتماعات التي تُقرّر فيها الاستراتيجيات المالية، وذلك من أجل أن يُعبّر عن رأيه في ذلك ويُساهم في بلورة التوجّهات المالية.
14. إقامة طاقم إعلامي جبهوي ثابت، واستغلال التقنيات الإعلامية المتجدّدة دائمًا على النحو الأفضل.
15.   انتخاب مركز تنظيمي متفرّغ للجبهة يعمل سويّة مع السكرتير في القضايا التنظيمية.   

__________

النتائج أشارت بشكل واضح الى أن الجبهة أحدثت قفزة هائلة في الانتخابات، وهذا هو الوقت لنقول، بعد تفكير متروٍ، أننا نضع هدفًا واضحًا ومحددًا لنا للمرّة القادمة، وهو الحصول على المقعد الخامس.
الأمر ليس سهلا، بل صعبٌ جدًا، خاصّة بعد القفزة الهائلة بالأصوات، ولكنّا قادرون إذا تعاملنا بمثابرة سياسية وتنظيمية وبأسلوب علمي ومهني.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق