الأربعاء، 15 يونيو 2011

الجبهة صنعت الخطوة الأولى ووضعت تحديًا أمام الجميع أحيانـا، السـكــوت مــن ذهــــــب


الجبهة صنعت الخطوة الأولى ووضعت تحديًا أمام الجميع
أحيانـا، السـكــوت مــن ذهــــــب


الأحد 24/12/2006


لا أعرف ما الذي أغاظ الإخوة في "التجمع" من خطوة "الجبهة" بقبول الاقتراح باستبدال مندوبها من عضوية سكرتارية لجنة المتابعة واللجنة التنفيذية بامرأة جبهوية وطنيّة مسيّسة ونشيطة كعايدة توما- سليمان.
هل هو الإنجاز الجبهوي بحدّ ذاته؟! أم تأييد المؤسسات المجتمعيّة والنسوية كالطفولة، السوار، مساواة، الزهراء، الأهالي، حقوق المواطن، كيان، نساء ضد العنف، النساء الدمقراطيات، عدالة، نيسان، معاً- اتحاد الجمعيات النسائية العربية في النقب، وغيرها من الأطر والشخصيات الوطنية والاجتماعية التي أشادت بخطوة "الجبهة"؟!


* * *


قبل يومين طالعتنا صحيفة "فصل المقال" بخبر ظريف أن "خطوة الجبهة تأتي بجانب سيئ وضار بهذه الحملة (الحملة لتمثيل النساء في لجنة المتابعة- أ.ع) مما يضعفها ويضع العراقيل أمام توسّع تمثيل النساء في المتابعة" كيف؟ ومنذ متى تعيق الانجازاتُ التراكمية الهدفَ النهائي؟ وهل علينا أن نلعب لعبة "إمّا كل شيء أو لا شيء"؟! ولماذا، إذن، يعمل "التجمّع" على تحقيق انجازات عينيّة في الكنيست؟! ولماذا عمل النائب عزمي بشارة على دمج الشباب العرب في المؤسسات الحكومية في طريقه إلى دولة المواطنين؟! هل حقّق، بذلك، انجازا عينيًا أم عرقل الحملة من أجل دولة المواطنين؟!
والظريف في خبر "التجمع" ما جاء فيه عن "أوساط حزبية" تستهجن ترحيب المؤسسات المجتمعية والنسوية بهذه الخطوة! ونحن نستغرب عن هذه "الأوساط الحزبيّة" التي تستحي من موقفها فلا تعبّر عن هُويتها! فمن هي هذه الأوساط؟ هل هي تجمعية أم إسلامية؟! أم هي من بنات أفكار المحرّر العزيز؟!
ثم يأبى الخبر إلا أن يستعرض معلومات غير صحيحة فيدّعي أن كل الأطراف لا تمانع بتحصين مكان للمرأة في لجنة المتابعة! وهذه معلومة غير صحيحة حيث أن الحركة الإسلامية الشمالية تقول بشكلٍ واضح أنها ترفض التحصين للنساء! وإذا لم يكن هنالك ممانعة من أي طرف، فلماذا لم تدخل امرأة لجنة المتابعة حتى الآن؟ ولماذا توجد حملة أصلا ما دام الجميع متفقين على حلّ المشكلة وعلى أسلوب حلّها؟!

* * *

في الصفحة ذاتها من "فصل المقال" تخصّ الصديقة العزيزة حنين زعبي مقالا لمناقشة الموضوع، وهي أكثر موضوعيّة من خبر الصحيفة، وتحيّي الجبهة على خطوتها ولكنّها تتخوّف من أن تضرّ هذه الخطوة بالحملة وهي "في أوج نجاحها"!! (هكذا جاء في المقال) والحقيقة أنني تفاجأت من استعمال الصديقة زعبي كلمة (أوج نجاحها) علما منّي أنّ أوج النجاح هو أن تكون سبع إلى ثماني نساء (على الأقل) عضوات في لجنة المتابعة! أو أن نُقنع الحركة الإسلامية بتحصين مكان للمرأة من جانبها! أمّا الوضع الحالي الذي لا توجد فيه أي امرأة ممثلة عن أي حركة أو حزب فاعل في اوساط الجماهير العربية فيمكن اعتباره ذروة (عدم) النجاح، بعد!
موقف التجمع لا ينسجم مع المنطق السليم الذي اختارته الجبهة والمؤسسات المجتمعية والنسوية وهو أن الخطوة مهمة وصحيحة، وإن جاءت متأخّرة، ويجب الاستمرار بالحملة حتى النجاح بإقناع كل الأحزاب بزيادة عدد ممثليها بواحد إضافي، أي بواحدة إضافيّة.
وليسمح لي الأصدقاء في "التجمّع" أن أهمس بأذنهم بأننا كلّنا مقصّرون في موضوع تمثيل المرأة العربية وإنْ كانت للجبهة عضوَتا بلدية في الناصرة وأخرى في حيفا وعيلبون وعرّابة، وكذلك في رئاسة قوائم الجبهة في الجامعات، بالإضافة للحقيقة أنّ الجبهة تمثّلت عبر عضوات كنيست من استر فالنسكا إلى تمار غوجانسكي، يبقى تقصيرنا في إدخال امرأة عربية في الكنيست ونحن نقرّ ونعترف بذلك، فلماذا لا تكتبون عن تقصيركم في مجال التمثيل النسوي الصِّفْرِي للـ"تجمع" في السلطات المحلية والكنيست والجامعات وغيرها من الأطر وتعملون على ممارسة مواقفكم المعلنة حول أهميّة التمثيل النسائي بدلا من الاجتهاد في طعن انجازات الآخرين، في نهج يصلح لأن يُكتب في كل فقرة من "طروحات عن النهضة المعاقة".
من الظريف، مرّة أخرى، أن نشاهد صورة دعاية الماكدونالد، مدفوعة الأجر، على الصفحة المقابلة لخبر "التجمع" في صحيفته "فصل المقال" ونردّد مع مظفّر النوّاب:
"أيحتاج (موقف) بهذا الوضوح إلى معجم (ليبرالي) لكيْ يفهمه؟"!

* * *

من المؤسف ضرب قضايا مبدئية وأخلاقية عبر ترك الغرائز الفئوية الصبيانية تنفلت دون رقابة.
الجبهة صنعت الخطوة الأولى ووضعت تحديًا أمام الجميع وانتهجت المبدأ: "فلأبدأ بنفسي"، وقد بدأت فعلا، فإمّا أن تحذو حذوها وإمّا.. فـ"السكوت من ذهب".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق