الاثنين، 20 يونيو 2011

هذا هو الطريق





الجمعة 10/12/2010


هناك من لا يعي دور الجماهير العربية التي بقيت في وطنها! (من مسيرة يوم الأرض في دير حنا عام 2008)

على غير عادته، اهتمّ موقع عرب 48 التجمّعي والموجّه للعالم العربي، أساسًا، بمقال الصحفي سليمان أبو ارشيد رئيس تحرير "العنوان الرئيسي"، لأن لأبو رشيد خصّصه لمهاجمة موقف للرفيق النائب محمد بركة مفاده: "نحن الفلسطينيين في إسرائيل لسنا مشاريع جواسيس لا لانظمة ولا لتنظيمات".
أبو ارشيد يخلص في مقاله إلى القول: "واليوم إذا كان هناك في أي ساحة من ساحات العمل الوطني الفلسطيني فصائل أو مجموعات قريبة من سوريا أو إيران أو حزب الله فذلك لا يزيدهم ولن يزيدهم إلا شرفًا".
فليسمح لي أبو ارشيد وموقع عرب 48 الذي تُقزّم كل المواقف فيه في سبيل تشويه صورة الجبهة ومحمد بركة في العالم العربي، بالعودة إلى قرار رسمي للجنة المتابعة من يوم 7.1.2009 وجاء فيه حرفيا: "في حينه، وبمبادرة النائب

محمد بركة، اتخذ المجتمعون قرارا – بالإجماع- يرد على القيادي في حركة حماس في لبنان اسامة حمدان، وجاء في القرار:  "إن الجماهير العربية في البلاد تحدد موقفها وسلوكها الجماعي والوحدوي وفق خصوصيتها الجغرافية والسياسية والمدنية" وكان هذا القرار قد اتخذ بحضور كلا من الشيخ رائد صلاح، والشيخ النائب إبراهيم صرصور، والنائب السابق واصل طه، والأمينين العامين لحركة أبناء البلد رجا اغبارية وأسعد كناعنة وآخرين. ولمن نسي السياق فهو أنه في العدوان المجرم على غزّة طالبنا حمدان بـ "ارباك العدو من الداخل وزلزلة اركان بيته".
يبدو أن هناك من لا يعي الدور الهام والاستراتيجي للجماهير العربية التي بقيت في وطنها وما زال يقامر بهذا البقاء، ولم يفهم أن بقاء هذه الجماهير هو الانجاز الفلسطيني الأهم في العصر الحديث، وهو انجاز تبرز أهمّيته مع تقدّم السنين، إنجاز تدرك المؤسسة الإسرائيلية أهميته وخطورته على مشروعها العنصري أكثر من بعضنا! هذا البعض الذي لا يعي حساسية المرحلة والتحريض الرسمي واليومي فيتبرّع بتصريحات عن شرف "المجموعات القريبة من سوريا أو إيران أو حزب الله".
في السابق كان شعبنا يفرض منع تجوّل طوعي لسماع خطابات عبد الناصر، وكان الناس يعيّدون متى عيّد هو (بغض النظر عن رؤية الهلال) وتيتماثلون وجدانيا مع مشروعه النهضوي، ولكنّ جماهيرنا في موقفها الأصيل هذا لم تساهم عسكريا ولم تنزلق عن مشروعها الكبير، البقاء بكرامة، هذا هو الطريق.

هذه الجماهير تحارب بشدّة المشروع الأمني المسمّاة بـ"الخدمة المدنية"، ناهيك عن العسكرية، وابتعدت عن  المساهمة في "الأمن الإسرائيلي" ولكنها لم تحاربه "امنيا" وانما ناضلت ضدّه سياسيا، وهذا هو الطريق.

في وقت العدوان على غزّة كان أصحاب هذا الطريق لا يتظاهرون في قراهم وحسب، وطبعًا ليس في العواصم العربية، وإنما في قلب تل أبيب، وهذا هو الطريق.
قبل أيّام قلتُ لمجموعة أصدقاء ان محمد بركة هو أكثر شخص بين الجماهير العربية شارك في مظاهرات منذ نهاية السبعينيات حتى اليوم، ومن النادر جدًا ان يغيب عن أي مظاهرة، وإمعانًا في التحدّي الودّي طلبت منهم ذكر شخص آخر شارك اكثر منه في مظاهرات، ولم نجد جوابًا. أردت ذكر ذلك لأن "حرفة النمل" و"شدّ الضوء خيطًا ريقًا من ظلمة الليل" هو طريق الجماهير العربية، وليس الحلول السحرية و"الأمنية" التي تؤدلج الكسل اليومي وتهدّد بقاءنا في وطنا.

طريقنا هو البقاء وتعزيز الهوية الوطنية والقومية والقيم التقدمية اجتماعيا والتأثير الديمقراطي على المجتمع الإسرائيلي، هذا هو الطريق الطويل والمنتصر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق