السبت، 18 يونيو 2011

هل علينا تبديل رامز جرايسي بعرسان ياسين في عاصمة الجماهير العربيّة لتستريح "كلّ العرب"؟


لم نختر هذه المعركة. أنتم تفرضونها علينا..

هل علينا تبديل رامز جرايسي بعرسان ياسين في عاصمة الجماهير العربيّة لتستريح "كلّ العرب"؟





الأحد 12/8/2007
لماذا تترك "كل العرب" السلطات المحلية التي يقف في رئاستها عملاء من "كاديما" و"العمل" ومرتشون ومخاتير ومجالس مخلوعة بفضل إدارتها الفاسدة، وتترك الإدارات التي لم تَقُم بمشروع منذ سنوات ولم تدفع لموظّفيها أجورَهم منذ شهور، وتختار تصويب تحريضها على عاصمة الجماهير العربية، ضدّ الإدارة الجبهوية برئاسة القائد الوطني، نظيف اليد رامز جرايسي؟!
"كلّ العرب" لا تستطيع التهجّم على وطنيّة رامز جرايسي فالقاصي قبل الداني يعرف أنّ الناصرة بقيادة بلديتها الوطنية رأس الحربة في نضال الجماهير العربية واللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية ولجنة المتابعة، وهي أوّل من يقود القرارات الوطنيّة وأوّل من يقف ضدّ سياسة التمييز القومي والمدني، فهل باستطاعة "كل العرب" ذِكر موقف وطني قطري واحد تلكأت بلدية الناصرة في إنجاحه؟!
ويسأل الناس: كم بلدية لدينا بهذه المواقف؟!
"كلّ العرب" لا تستطيع الطعن في مهنيّة رامز جرايسي، فهو الأكثر قدرةً ومهنية على دراسة المخططات الرسمية ومواجهة المؤسسة مدعومًا بمعلومات وتفاصيل عينيّة متسلّحًا بأيديولوجيا وموقف وطني راسخ، ومن خلال عملي في العديد من المؤسسات أذكر أن مديري المؤسسات لم يجدوا أفضل من رامز جرايسي لمواجهة المسؤولين الحكوميّين، مهنيًا ومبدئيًا.
ويسأل الناس: كم رئيس بلدية لنا بهذه المهنيّة؟!
"كل العرب" التي كتبت "الكثير والقليل" ضدّ بلدية الناصرة ورامز جرايسي لم تجد لها متنفسًا للطعن بنقائه الشخصي، تمامًا كما لم يستطع أشرس منافسي الجبهة فعله في السنوات السابقة، فعلى سبيل المثال لا تستطيع أنّ تتّهمه بتعيين أقاربه في وظائف بلدية، فعائلة رئيس بلدية الناصرة التي تُعدّ بالمئات والتي تملك قدرات رائعة في مختلف الميادين لا يوظَّف أفرادها للعمل في البلدية منذ ثلاثين عامًا! لا لسبب سوى أنّهم أقارب من يعمل في أرفع المواقع البلدية منذ نحو ثلاثين عامًا! من لا يصدّق- وهو أمر صعب التصديق في زمانِنا هذا- فأسماء موظفي بلدية الناصرة في متناول اليد.
ويسأل الناس: كم رئيس بلدية لدينا بهذه المبدئية؟

* * *

"كل العرب" التي سبق ونشرت خبرًا كاذبًا ومعيبًا- واعترفت بذلك فيما بعد- حول إمكانية تحالف الجبهة مع التجمع برعاية بيرس (شمعون، ما غيره) أدّت إلى قطيعة بينها وبين الجبهة، و"كلّ العرب" التي انحازت في الانتخابات الأخيرة إلى حزبٍ منافس رواها بالدولارات، فكتبت عنه أخبار دعائيّة (ليس إعلانات فقط) ضاربة عرض الحائط بالنزاهة الصحافية، هذه الصحيفة تُقرّر اليوم السدور في غيّها ومحاربة رأس حربة نضالنا في مكانٍ يعرف الجميع انّ البديل للجبهة ورامز جرايسي في إدارة بلدية عاصمة الجماهير العربية ليس حزبًا وقائدًا أكثر تنوّرًا ووطنيةً ومهنيّةً ونظافة يد، لا، وإنّما حركة طائفيّة تتشكّل من فئة دينيّة واحدة وتُخاطب فقط هذه الفئة وتسعى لـ"حلّ!" مشاكل هذه الفئة فقط وتحرّض طائفيًا دون أن يطرف لها جفن، فمن تخدم "كلّ العرب"؟ وهل "الحركة الإسلامية" هي الجواب للسؤال المفتوح "من سينصر الناصرة" الذي اختارته "كلّ العرب" عنوانًا عريضًا لمسلسلها ضدّ الإدارة الجبهوية والذي لم يتوقّف منذ أربعة أشهر.
هذا المسلسل الذي بدأ بتفجير أسئلة مصطنعة حول "مشروع مركز المدينة" (والمصالح الشخصية لإدارة "كل العرب" من ورائه لا تخفى على احدٍ) الذي تعاملت معه البلدية بمهنيّة رفيعة جعلت المحكمة تصرّ على محو الدعوى ضدّ معارضي الاتفاقية، محو الدعوى في هذه الحالة يعني أنّ أصحابها لا يستطيعون تقديم الدعوى مرّة أخرى أبدًا.
"كلّ العرب" نشرت في عددها الصادر في 31 أيّار أنّ قرار نشر المسلسل "من سينصر الناصرة" اتخذ من قبل "هيئة التحرير" نظرًا لأبعاده الكبيرة والمصيرية!! فهلا سألنا أعضاء هيئة التحرير كالكاتب سهيل كيوان من "مدينة الشاغور" أو المحرِّر سعيد حسنين من مدينة شفاعمرو أو المحرّر محمّد محسن وتد من "بلدية باقة- جت"، إذا كانت إدارة الناصرة هي أسوأ وطنيًا ومهنيًا من أحمد ذبّاح عضو "كاديما" وعرسان ياسين "العضو الليكودي الفخور" أو إدارات بلدية "باقة- جت" وغيرها من السلطات المحليّة التي تعرفونها عن كثب؟ هل تقبلون هذا المنطق الواقف على رأسه؟ هل تقبلون هذا السؤال المهين للعقل؟ إذًا لنبدّل رامز جرايسي بعرسان ياسين في عاصمة الجماهير العربيّة لتسترح "كلّ العرب"!!
ليتصوّر القرّاء الكرام أنّ يرأس بلديات شفاعمرو والطيبة والطيرة وراهط وباقة- جت وقلنسوة رؤساء بوطنية ومهنية ونظافة يد رامز جرايسي! أعتقد انّه من اجل تحقيق هذه الأمنية أمامنا نضال طويل المدى لتغيير مفاهيم شعبنا بعيدًا عن العائلية والمحسوبيات.
رامز جرايسي ليس فقط "خير خلف لخير سلف" كما يردّد أهلُنا في كلّ مكان، فحتى في حياة القائد الكبير توفيق زيّاد كان رامز جرايسي يجلس في بلدية الناصرة، بعيدًا عن الأضواء والإعلام، يعمل بمهنية وإخلاص من أجل قضايا الناس اليومية ومن أجل "مخيمات العمل التطوعي" و"مشروع الناصرة 2000" وقضايا الهندسة في بلد هو من أقدم بلاد العالم، يقوم بهذا كلّه وسط بحر هائج من عداء السلطة وأعوانها للبلدية الوطنية المنتخبة، وصولا إلى "أزمة شهاب الدين" لتكون في استقباله وسط "مشروع الناصرة 2000"، حُلم حياته، من ينسى تلك الأيّام؟! 

إلى هيئة تحرير "كلّ العرب"

صحيفتكم تسيء الموقف ضدّ بلدية الناصرة منذ قضية "شهاب الدين" وانحازت ضدّ الجبهة في وقت كان فيه "عدم الانحياز" موقف جبان ومتواطئ! وها هي تواصل طريقها السيء، ومع هذا لا ننسى لـ"كل العرب" مواقفها الوطنية والصحيحة منذ نشأتها وعلى مدار سنين طويلة حين رأس تحريرها الشاعر سميح القاسم بشكلٍ فعلي، ولا ننسى لها مواقف شجاعة وصحيحة انبرت فيها في المدّة الأخيرة مثل إثارة قضية دار المعلمين ورسوم التلفزيون وعابر اسرائيل والتأمين الوطني وغيرها والتي وقفنا فيها إلى جانب "كلّ العرب" وكان لكاتب هذه السطور إسهامًا أشاد فيه بدور "كل العرب".
أرجو اعتبار هذا المقال توجهًا مباشرًا وصريحًا- وإن كان قد تأخّر ثلاثة اشهر- على أمل ان تراجع "كل العرب" نهجها، فلا مبرّر لسكوت الجبهة بمئات مثقفيها وصحافييها وكتّابها ومئات ممثليها في السلطات المحلية والمؤسسات الشعبية والرسمية وعشرات ألوف مُريديها عن هذه الحملة المغرضة، لا مبرّر لسكوت أي إنسان وطني تقدمي حتى وإن لم يكن حزبيًا.
لم نختر هذه المعركة الجانبية، وأنتم ما زلتم تفرضونها علينا، ولن نتوانى في ردّ شامل يُعيد الأمور إلى نصابها الوطني والمصداق.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق