الثلاثاء، 14 يونيو 2011

عندك واسطة ب"دار المعلمين"؟!


الثلاثاء 18/7/2006

  تنبري صحيفة "كل العرب" منذ عدّة شهور بكشف فضائح "كلية دار المعلمين" في حيفا، وبعد قراءتي للفضائح قرّرت تقصّي الحقيقة عن كثب علّنا في "الجبهة الديمقراطية" نساهم في الكشف عمّا يحدث من خلال الاستجوابات والأدوات البرلمانية والقيام بنشاطات لتغيير الوضع، ولهذا التقيت عضو الإدارة السابق هشام السيّد والمحاسب السابق جمال خير، وبالرغم من دوافع الأخيريْن، أيًا كانت، إلا أنهما يملكان مستندات تؤكد بأن ما يجري داخل "دار المعلمين" من كل أنواع الفساد يثير حقًا ألف علامة سؤال!
قِصَصُ "دار المعلمين" أعادتني إلى ما قبل ثلاث - أربع سنوات حيث استدعتني طالبة من "دار المعلمين" لأساعدها في ورطة "أوقعتها" بها الإدارة بعد إدعاء بتحرّش جنسي من قبل أحد "المعلمين"، وحينها قابلتُ مدير الكلية نجيب نبواني وبعض أعضاء الطاقم، وطلاب أخبروني عن الخنق الفكري والسياسي الذي يمارس في الدار، ومنعهم من التماثل مع شعبهم وقضاياه ومنع أي ممارسة سياسية في الدار.
تكفي زيارة لمدة نصف ساعة للدار لتخرج منها مخنوقًا.
ومن هنا استفزّني بيان الدكاترة أعضاء الطاقم التدريسي المنشور في صحيفة "كل العرب" (7.7.2006) والذين هبّوا للذود عن حمى "دار المعلمين"، هاجموا د. أسعد غانم واعتبروا الكلية أطهر من "حمام مكّة" وهذا موقف لا يقال فيه إلا أنّه غير قيَمي ويخلو من النزاهة الأكاديمية.
كنا نستطيع أن "نبلعها" لو ابتليتم، يا دكاترة، واستترتم! فمِنْ هناك معاشاتكم! أمّا أن تهبّوا على رؤوس الأشهاد للدفاع عن كلية وإدارة مفسودين فهذا ما لا نقبله لكم.
***
"دار المعلمين" ليست قضية يُمرّ عليها مر الكرام فهي الكلية التي نعرف كلنا (والشاباك يعرف تمامًا) إما أن تخرّج معلمين موفوري الكرامة ناصعي الانتماء وإما أن تخرّج معلمين "مخصيّين" لـ(عدم)تربية أبناء شعبنا.
محميّة "دار المعلمين" مثال صارخ لأدوات الضبط التي تمارسها الدولة ضدنا في أكثر المجالات حساسيّة، مجال التربية والتعليم، وهجومكم على د. غانم - الذي اتفقُ معه (مع د. غانم) مائة بالمائة بشأنكم والذي اختلفتُ معه في الكثير من المواقف السياسية في الشهور الأخيرة- وادعاؤكم أنه غير مبدئي كونه يعمل في جامعة حيفا فهو ادعاء مضحك أو لنقل هو ادعاء يليق ب"دار المعلمين"، وقد ذكّرني بأحد أعضاء الكنيست العرب حين صرّح في أحدى الدول العربية بأننا نعيش على هامش الديمقراطية الإسرائيلية، ثمّ جاءه أحد المثقفين وهمس في أذنه: "هامشكم أوسع من "الاوتوسترادا" عندنا!" نعم هامش الديمقراطية في جامعة حيفا "الصهيونية الكولنيالية" أوسع من "الاوتوسترادا" في الكلية العربية القحطانية "دار المعلمين"! فعلى الأقل تَخرُج من جامعة حيفا مظاهرات وطنية وتَجرى فيها انتخابات سياسية، وقد تخرّج من النشاطات الوطنية هناك عشرات القياديين الذين يعتز بهم شعبنا، فأين أنتم من كل هذا؟!
نعم اخبروني، بالله عليكم، عن نشاط واحد، تصريح واحد، اسم وطني واحد له علاقة ب"دار المعلمين"!!
***
من الضرورة أن تفرز الحملة العادلة ضد محميّة "دار المعلمين" إدارة جديدة، ونأمل من بعدها أن لا نسمع أحد الأسئلة المشهورة والمعتادة دائمًا في قرانا ومدننا "عندك واسطة بدار المعلمين؟!" متعوّدة دايما!!!
* ملاحظة: هذه المقال كُتب قبل الحرب العدوانية على لبنان، وقد ن
شرته صحيفة "كل العرب" يوم الجمعة 14.07.2007

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق